وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن حجّة الإسلام والمسلمين سيد عبد الفتاح نواب، ممثّل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة ومسؤول بعثة الحج الإيرانية، تحدث أمام جمعٍ من الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة، مستذكراً في بداية كلمته ذكرى استشهاد الإمام محمد التقي (ع)، ناقلاً عنه الحديث الشريف: "المؤمنُ يحتاجُ إلى توفيقٍ من الله، وواعظٍ من نفسه، وقبولٍ ممّن ينصحه" [تحف العقول، ص729].
وفي جزء من حديثه، تناول نواب الشقّ الثاني من الحديث المتعلق بحاجة المؤمن إلى واعظٍ من نفسه، مشيراً إلى القضايا التي أثارها نشر مقطع فيديو لأحد رجال الدين الإيرانيين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وقال: "بحسب معرفتي بهذا البلد، والتي اكتسبتها من خلال سنوات من الخدمة في مواسم العمرة والحج، فقد شعرت بالدهشة عندما سمعت هذه التصريحات، وكان ينبغي عدم الإدلاء بمثل هذه الأقوال."
وأكد مسؤول بعثة الحج الإيرانية أن "التصريحات التي أدلى بها هذا الشيخ المحترم تعبّر عن رأيه الشخصي فقط، وهو شخصية فاعلة في المجال القرآني، ولذلك فإن التوقعات منه كانت أكثر."
وتابع حجّة الإسلام والمسلمين نواب: "ومع ذلك، نأمل من السلطات المحترمة في الدولة المضيفة، ونظرًا لكون هذه التصريحات نابعة من رأي شخصي، واحترامًا للخدمات التي قدمها هذا الشخص الكريم في نشر الثقافة القرآنية، أن يُسمح له بإتمام مناسك الحج والعودة إلى وطنه."
وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها حدود مشتركة مع 15 دولة، ولكلٍّ من هذه الدول نظام حكم خاص بها؛ فبعضها ملكي، وبعضها جمهوري، وبعضها تدار بأنظمة مختلفة، وكل نظام حكم يجب احترامه ضمن خصوصية كل بلد؛ لذا نحن نؤمن أن أي حكومة تستند إلى رضا شعبها فهي حكومة محترمة."
وأضاف ممثّل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة: "نلاحظ أن الدولة المضيفة تتقدم كل عام بخطوات إضافية في استضافة الزوار، وتُقدَّم خدمات أكبر للحجاج، وجزء من هذه الخدمات يتم عبر استثماراتها الذاتية."
وتابع حجّة الإسلام والمسلمين نواب: "وبالطبع، فإن تاريخ هذه الأرض يُظهر أن كل حكومة تعاقبت على السلطة كانت تسعى لخدمة زوّار بيت الله الحرام، وكان محور جهدها خدمة الحجاج، وفي كل عهد، لا سيما في العصر الحديث، شهدنا توسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي (ص)."
وأشار كذلك إلى تكريم الزوار في بلدان أخرى مثل إيران والعراق، قائلاً: "ما نشهده اليوم من توسعات في العراق في العتبات المقدسة للأئمة المعصومين (ع)، أو في الأماكن المقدسة الأخرى، هو أمر غير مسبوق، وكذلك في إيران، لا سيما التوسعات التي يشهدها حرم الإمام الرضا (ع)، خصوصًا إضافة صحن خاتم الأنبياء (ص)، فهي مشاريع كبرى وعظيمة."
/انتهى/