إیران وأمیرکا والتجربة الیمنیة: الإستعداد للمواجهة للکبرى

تسنيم

إیران وأمیرکا والتجربة الیمنیة: الإستعداد للمواجهة للکبرى

  • منذ 2 يوم
  • العراق في العالم
حجم الخط:

إيران وأميركا والتجربة اليمنية: الإستعداد للمواجهة للكبرى

إیران وأمیرکا والتجربة الیمنیة: الإستعداد للمواجهة للکبرى

بعد الهجوم الأميركي على المفاعل النووية الإيرانية والإعتداءات غير المشروعة، تتصاعد احتمالات توسّع رقعة الصراع الإقليمي.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - بعد الهجوم الأميركي على المفاعل النووية الإيرانية والإعتداءات غير المشروعة، تتصاعد احتمالات توسّع رقعة الصراع الإقليمي، تخضع  هنا تجربة الضربات الجوية الأميركية على اليمن لدراسة معمّقة من قبل الأطراف المعنيّة، خصوصاً كل من واشنطن وطهران، اللتين تعتبران أن ما جرى في الساحة اليمنية يشكّل نموذجاً حيّاً يحاكي سيناريوهات المواجهة المحتملة بينهما في أي نزاع مستقبلي.
الحرب الأميركية ضد اليمن: أعقد العمليات العسكرية بالنسبة للأمركان
فالحرب الجوية الأميركية ضد حركة "أنصار الله" شكّلت واحدة من أطول وأعقد العمليات العسكرية التي خاضتها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، تخللتها إخفاقات متكررة من جهة، وتحديثات تكتيكية مبتكرة من جهة ثانية، في الوقت الذي راكمت حركة "أنصار الله" خبرة ميدانية متقدمة في الدفاع السلبي والتضليل والخداع وحرمان العدو من نقاط تفوقه الجوي والتكنولوجي.
وفي الوقت الذي شكل الصراع في اليمن عبئاً ثقيلاً على القوات الأميركية وأجهد طواقم السفن واستنزف الذخائر النوعية، يرى الخبراء العسكريون الأميركيون أن ما حدث ليس سوى لمحة محدودة عمّا يمكن أن تشهده أي مواجهة كبرى مع الصين أو إيران، ذلك أن الجغرافيا اليمنية رغم اتساعها، بدت ضيقة في الحسابات العملياتية الأميركية، بفعل قربها من المناطق التي تتواجد فيها الحركة وغياب هوامش المناورة البحرية، ما جعل الأسطول الأميركي عرضة دائماً لنيران المقاتلين اليمنيين، وهو ما وصفه أحد قادة السفن الحربية الأميركية بأنه أشبه بـ«قتال بالسكاكين داخل كشك هاتف».
بين الجغرافيا المعقدة والتعقيدات اللوجستية، كيف ستكون المواجهة البحرية
أما خطورة التجربة هذه فتكمن عند  مقارنتها بمسرح دول الخليج الفارسي، حيث الجغرافيا أكثر تعقيداً لقربها من الأصول والمنشآت الإيرانية، الأمر الذي يضيّق بشكل أكبر هامش الحركة البحرية الأميركية، لهذا عمدت واشنطن بشكل متسارع الى سحب بعض أوصلها الجوية من قاعدة «العديد» في قطر، وأعادت نشر جزء من قواتها البحرية من البحرين، تحسباً للتصعيد المباشر مع طهران قبل حملتها العسكرية على ايران.
 هذه المتغيرات تفرض على الأميركيين الاعتماد بشكل متزايد على المحيط الهندي كمنطقة خلفية بعيدة، مع ما يترتب على ذلك من تعقيدات لوجستية في تزويد السفن بالذخائر والصواريخ من قواعد بعيدة مثل يوكوسوكا في اليابان، ما قد يشكل مأزقاً خطيراً في حال اندلاع مواجهة بحرية مرتفعة الوتيرة.
الحرب الأميركية على اليمن استنفذت أسلحة الأولى
ننتقل الى نوعية الأسلحة المستخدمة، فقد استنفذت واشنطن في الحرب على اليمن معظم ما في حوزتها من الذخائر العادية والمتطورة، باستثناء القنبلة غير النووية الأضخم في الترسانة الأميركية المعروفة بـ«GBU-57 E/B» والمصنّفة كـ«قنبلة اختراق التحصينات»، والمصممة خصيصاً لتدمير المنشآت المحصّنة تحت الأرض، وهي القنبلة التي لطالما لوحّت واشنطن بإمكانية استخدامها ضد منشأة «فوردو» النووية الإيرانية المحصّنة داخل الجبال.
وبالإضافة الى هذه القنبلة، شهدت المعركة أيضاً استخدام قاذفات «B-2 Stealth» الاستراتيجية الأحدث في العالم، والتي نقلت منها واشنطن ست قاذفات إلى قاعدة «دييغو غارسيا» في المحيط الهندي لإستهداف اليمن، دون تحقيق نتائج حاسمة بفعل عدم كفاءة الذخائر المستعملة في التعامل مع التحصينات اليمنية المتطورة.
ومن المتوقع، في حال تطور المعركة بين أميركا وإيران، من المتوقع أن تعاود هذه القاذفات التموضع في القاعدة ذاتها أو تنفذ طلعات مباشرة من الأراضي الأميركية كما فعلت خريف العام 2024 خلال قصف اليمن، خصوصاً أنها الوحيدة القادرة على حمل قنبلة «GBU-57 E/B».
ورغم كل هذه التوقعات والتقديرات والتحليلات التي أتت من المحللين الدوليين، فقد أبدى عدد من الخبراء والمسؤولين العسكريين الأميركيين في الأيام الماضية شكوكهم في قدرة هذه القنبلة على تدمير منشأة «فوردو» بالكامل، بينما حذر الكرملين من خطورة تقارير متداولة عن احتمالات لجوء واشنطن إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أي عملية عسكرية ضد إيران، معتبراً أن ذلك سيكون «كارثياً على الأمن الإقليمي والدولي»، وهو ما حصل بالفعل بعد الإستهداف الأميركي لبعض المفاعل النووية الإيرانية ومنها منشآة "فوردو"، والتي لم تحسب واشنطن أي حساب ذكي قبل هذا الإستهداف.
واشنطن وتعزيزاتها العسكرية
وفي الحديث عن التعزيزات العسكرية التي دفعت بها واشنطن خلال الأيام الماضية الى المنطقة، يمكن ذكر التالي:
• حاملة الطائرات «هاري إس. ترومان» المتمركزة حالياً في الخليج الفارسي أو بحر العرب. 
• حاملة الطائرات «كارل فينسون» التي دخلت بحر العرب في طريقها إلى الخليج الفارسي.
 • حاملة الطائرات «نيميتز» التي تواصل تحركها من جنوب شرق آسيا باتجاه المنطقة.
 • حاملة الطائرات «جيرالد فورد» المتجهة إلى البحر المتوسط.
 • نشر أنظمة «باتريوت» و«ثاد» في العراق وسوريا ودول الخليج الفارسي لحماية القوات الأميركية وحلفائها، وقد استُخدمت فعلاً في التصدي لصواريخ إيرانية استهدفت الكيان الإسرائيلي.
 • نقل أسراب من المقاتلات الحديثة «إف 35» و«إف 22» و«إف 16» إلى قواعد الشرق الأوسط لدعم منظومات الدفاع الجوي.
وفيما يخص ترسانة السلاح المستخدمة في التجربة اليمنية فقد تناوبت خمس حاملات طائرات على تنفيذ العمليات خلال سنتي الحرب على اليمن، وهي: "دوايت أيزنهاور"، "ثيودور روزفلت"، "هاري إس. ترومان"، "كارل فينسون" و"أبراهام لينكولن ".
أما الأسلحة المستخدمة فقد شملت:
 • صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى ذات الدقة العالية.
 • قنابل «GBU-39» الذكية لاختراق الأهداف تحت الأرض.
 • صواريخ «APKWS» لتدمير المسيرات بدقة منخفضة الكلفة. 
• ست قاذفات «B-2 Stealth» نفذت ضربات بعيدة انطلاقاً من «دييغو غارسيا». 
• مئات الطلعات لمقاتلات «إف 35» و«إف 18» من حاملات الطائرات في البحر الأحمر وخليج عدن. 
• طائرات الاستطلاع المسيّرة «MQ-9» التي استُخدمت بكثافة في الاستطلاع والتوجيه الهجومي.
وأمام كل هذا، فإن ما تملكه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من ترسانة عسكرية وصاروخية وأسلحة لم تستخدمها كلها في الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي بدأه الكيان منذ عشرة أيام...وما تحمله الأيام سيكون مفاجأة لكل الحليفين: "إسرائيل" و"الولايات المتحدة الأميركية".
/انتهى/


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>