وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحدث في بداية مؤتمره الصحفي، عن زيارة عراقجي إلى باكستان والهند، قائلاً: "تأتي زيارة وزير الخارجية إلى باكستان في إطار المشاورات المستمرة مع دول الجوار، ولدينا علاقات وثيقة مع باكستان. القضايا الإقليمية، خاصة فلسطين ولبنان وسوريا، مدرجة على جدول الأعمال. كما ستُعقد اجتماعات مع رئيس وزراء باكستان. أما الزيارة إلى الهند فستكون للمشاركة في اللجنة الاقتصادية المشتركة، والمقررة بعد عدة أيام، وقد تم تحديد يوم الخميس موعداً للسفر إلى الهند."

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول تفكيك الصناعة النووية الإيرانية واستراتيجية إيران في المفاوضات، قال بقائي: "إن موقفنا والإطار المبدئي الذي دخلنا على أساسه في التفاوض غير قابل للتغيير. من الواضح أن المواقف المبدئية لإيران بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية تُعدّ حقًا قانونيًا. لا يمكن أن تكون طرفًا في معاهدة ما وتقبل فقط بالالتزامات دون أن تتمتع بحقوقها. البرنامج النووي الإيراني له تاريخ طويل، وبعض التصريحات الجدلية والمغالطات حول إيران لا تستند إلى أي أساس علمي أو واقعي. من حق إيران أن تستفيد من عضويتها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومن حقها في التخصيب."

وفي ما يتعلق بادعاء الرئيس الفرنسي بشأن عدم وجود نية لعقد اجتماع مع إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "نحن، وليس فقط الآن بل منذ فترة طويلة، قد أعلنا عن استعدادنا. كان من المقرر، بالتفاهم بين الطرفين، عقد لقاء على مستوى المديرين السياسيين في روما، لكن الاجتماع لم يُعقد نتيجة إلغاء المفاوضات هناك. نحن مستعدون لعقد مثل هذا الاجتماع، ويجب التوصل إلى توافق بشأن توقيته."

وفيما يتعلق بالمواقف الفرنسية المناهضة لإيران واعتقال عدد من المواطنين الإيرانيين، قال بقائي: "ندعو فرنسا إلى أن تؤدي دورًا بنّاءً في أي مسار تفاوضي. بعض المواقف لا تستند إلى أي أساس، وتتعارض مع القانون الدولي، ولا يمكن القبول بها. المفاوضات الإيرانية تجري بشكل غير مباشر وتتمحور حول القضايا النووية ورفع العقوبات. طرح مطالب لا علاقة لها بهذه القضايا لن يكون مفيدًا."

وعن التكهّنات المتعلقة بالخلافات بين إيران وأمريكا والمفاوضات الجارية، قال بقائي: "لقد أظهرنا التزامنا العملي بمواصلة مسار التفاوض. تغيير توقيت المفاوضات تم بناءً على اقتراح من سلطنة عمان وبالاتفاق بين الطرفين، وذلك للأسباب التي ذُكرت في تغريدة وزير الخارجية. نحن الآن ننتظر موقف عمان بشأن مستقبل المفاوضات واستمرارها."

وفي تعليقه على إلغاء زيارة نتنياهو إلى أذربيجان، قال بقائي: "نحن نعتقد أساسًا أن زيارات مسؤولي الكيان الصهيوني إلى أي دولة شؤم ونذير شر. إنهم مدانون بارتكاب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. الشعوب في جميع أنحاء العالم مستاءة وغاضبة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع تطبيع هذه الجرائم."

وعن طرح فرنسا لمواضيع خارج نطاق الملف النووي وادعائها إلغاء المفاوضات، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية: "لم يكن هناك إلغاء رسمي أو رسالة ذات طابع خاص. نحن مستعدون لعقد جلسة بالتفاهم بين الطرفين. التصريحات الفرنسية كانت غريبة، ونرى أن هناك محاولة للمساومة خارج إطار قاعة المفاوضات. موضوع المفاوضات يقتصر فقط على الملف النووي ورفع العقوبات."

وفيما يخص الهجمات على اليمن والاتهامات الموجهة إلى إيران، قال بقائي: "الاتهامات الموجهة تتماشى مع مزاعم سابقة لا أساس لها. إيران ليست بحاجة إلى وكلاء في المنطقة. الكيان الصهيوني وحده هو من يعمل كنائب لقوى أخرى في المنطقة، وهو سبب الفوضى فيها. الشعب اليمني يتخذ خطوات دفاعية لحماية نفسه، وهو قرار مستقل صادر عن اليمن، وكل المزاعم الأخرى لا أساس لها من الصحة."

وفي ما يخص التغييرات في مجلس الأمن القومي الأمريكي والتقارير حول "والتز"، قال بقائي: "هذا شأن داخلي يخص منظومة صنع القرار الأمريكية. ما يهمنا هو السلوك والمواقف التي تظهر على طاولة المفاوضات. معيارنا لاتخاذ القرار هو التصريحات الرسمية فقط."

وبخصوص رفض الكيان الصهيوني التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ومشاركة إيران في الجلسة المتعلقة بالرأي الاستشاري، قال: "شاركنا العام الماضي أيضًا في مناقشة رأي استشاري يتعلق بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. مشاركة وزارة الخارجية في مراحل الرأي الاستشاري الحالي تأتي ضمن سياسة إيران لاستغلال كل فرصة لدعم الشعب الفلسطيني. يؤسفنا أنه في ظل إبادة جماعية واضحة، يتم التركيز على مسائل فرعية. فقط أمريكا وبريطانيا عارضتا، بينما أكد باقي الأطراف على ضرورة استمرار عمل مؤسسات الإغاثة في غزة."

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن الاتفاق مع روسيا: "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية تتم متابعتها بجدية. الطرف الروسي أكمل مراحل التصديق، ونحن بدورنا نتابع الموضوع بسرعة."

وفي ما يخص العقوبات والتهديد بتفعيل آلية الزناد (Snapback)، قال: "لا نرى أي مبرر لتفعيلها. محاولات بعض الأطراف لاستغلال هذه الآلية مرفوضة تمامًا، وتبعات استخدامها ستقع على عاتقهم."

ورداً على تهديد ترامب بوقف شراء النفط الإيراني، قال بقائي: "الرسائل المتناقضة التي تصدر عن المسؤولين الأمريكيين غير مفيدة، ولن تؤثر على عزمنا في مواصلة تمسكنا بمواقفنا المبدئية. نحن أوضحنا مواقفنا بكل ثبات. إذا كانت نية الأمريكيين بالفعل منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، فبإمكاننا حينها حل الكثير من المسائل."

وفي رده على ادعاء أمريكا بعدم تحديد موعد للمفاوضات يوم السبت، قال: "تعاملنا مع الموضوع بشفافية، ولا ينبغي أن يُستخدم كجزء من لعبة تفاوضية. قرار تأجيل المفاوضات تم باقتراح من الجانب العماني وبالتنسيق مع الطرفين. وما حدث بعد ذلك، نحن أوضحنا موقفنا منه. التأجيل كان لأسباب لوجستية فقط."

ورداً على سؤال حول مطلب أمريكا بنزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، قال بقائي: "موضوع السلاح والدفاع شأن داخلي لأي بلد ولا علاقة لطرف ثالث به، خاصة إذا كان جزءًا من النزاع. أمريكا ليست في موقع يسمح لها بفرض مواقفها على الأطراف اللبنانية. هذا القرار يجب أن يتخذ من قبل جميع الأطياف اللبنانية. حق المقاومة هو جزء من الحق المشروع في الدفاع، وقد تم الاعتراف به في القانون الدولي كحق غير قابل للتصرف، وخاصة في منطقتنا التي تواجه كيانًا مثل الكيان الصهيوني، حيث من غير الممكن الحديث عن نزع سلاح في مواجهة هكذا كيان."

وعن التهديدات العسكرية ضد إيران والمواقف المتعلقة بالمفاوضات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "نحن نتعامل مع مسار التفاوض باحترافية وبدقة كاملة، ولا نتفاوض عبر الإعلام. لدينا مسار تفاوضي واضح، ومعيارنا هو ما يُطرح على طاولة الحوار. في مواجهة أي تهديدات، فإن إيران سترد على أي اعتداء بأشد شكل ممكن."

وفي ما يخص تصريحات وزير الدفاع الإيراني حول استهداف قواعد أمريكية في المنطقة، قال بقائي: "لا يجب تفسير تصريحات وزير الدفاع بهذه الطريقة. الوزير أكد أن دول المنطقة أصدقاء لنا. وإذا نظرنا إلى مستوى التواصل بين إيران وجيرانها مؤخرًا، يتضح أن سياسة إيران قائمة على حسن الجوار والصداقة مع الجميع. جميع الدول مُلزَمة بمنع أي طرف ثالث من القيام باعتداء على دولة أخرى انطلاقًا من أراضيها. ومن الطبيعي، إذا تم شن أي هجوم من أراضي دولة ما على إيران، فستُعتبر تلك النقطة هدفًا مشروعًا للدفاع."

وردًا على المزاعم حول البرنامج النووي الإيراني ومخالفته لمعاهدة عدم الانتشار (NPT)، قال بقائي: "لا أساس لمثل هذه الادعاءات. البرنامج النووي الإيراني يخضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يتم رصد أي انحراف."

وفي ما يخص التقارير حول تحركات نتنياهو ضد مسار المفاوضات ومواقف بعض المسؤولين الأمريكيين، قال: "بلغنا أن التيار المتشدد في أمريكا وخارجها يبذل جهودًا كبيرة لعرقلة مسار المفاوضات. بالنسبة لنا، ما يهم هو المواقف والتصريحات الرسمية لممثل أمريكا على طاولة التفاوض. مبادئنا ثابتة وغير قابلة للتغيير، ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات لبناء الثقة في المواضيع التي قد تكون ذريعة للطرف المقابل. هذا هو موقفنا الثابت والمبدئي."

وبخصوص علاقات إيران مع الدول الأوروبية، قال بقائي: "نحن نأمل أن تتصرف أوروبا بشكل بنّاء."

وحول اجتماعات مجموعة "بريكس" في البرازيل ومشاركة المسؤولين الإيرانيين، قال: "شهد هذا الاجتماع طرح قضايا مهمة، من بينها تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب-الجنوب، وتوسيع العلاقات بين الدول النامية. كما عقدت لقاءات جماعية. فيما يتعلق بمجموعة بريكس، فإن هذه المنظمة، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، تعمل على إيجاد ترتيبات إقليمية لتسوية النزاعات، وتُعد داعمة للمعايير الدولية."

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية حول الاتفاق المشترك مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي: "نحن في المراحل النهائية من هذا الاتفاق، وسيتم إعفاء السلع الإيرانية من الرسوم الجمركية (تعرفة صفرية)، ما سيسهّل التجارة بين إيران والدول الخمس الأعضاء في الاتحاد."

الكيان الصهيوني لا يتوانى عن تنفيذ مخطط إبادة الشعب الفلسطيني

وفي رده على الهجوم الإسرائيلي على سفينة "الضمير"، قال: "لا يوجد في التاريخ المعاصر مثيل لاحتلال يستخدم الطعام والماء كوسيلة لتنفيذ إبادة جماعية بحق شعب. لقد تحوّل هذا السلوك إلى وصمة عار أبدية على جبين البشرية. ما فعله الكيان الصهيوني في هذا الهجوم يبرهن على أنه لا يتردد في اتخاذ أي خطوة ضمن مخطط تصفية الشعب الفلسطيني."

وفي تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على سوريا، قال بقائي: "لا شك أن هذه الهجمات تأتي تحت ذرائع واهية لا يصدقها عقل سليم. الكيان الصهيوني يسعى لإثارة الانقسام، وادعاؤه بدعم بعض الجماعات في الدول الإسلامية غير منطقي. الهدف الحقيقي هو المضي قدمًا في مشروع تقسيم سوريا. نحن نأسف للأوضاع التي أدت إلى تمكين هذا الكيان من استهداف سوريا، حيث بات يعتبر البنى التحتية السورية أهدافًا مشروعة له، ولا يتوانى عن تنفيذ أي عمل شرير. على المجتمع الدولي، لا سيما الدول الإسلامية، اتخاذ موقف حاسم، ومن الضروري أن يُجبر داعمو هذا الكيان على وضع حد لسياسة زعزعة الأمن التي ينتهجها في المنطقة."

وفيما يتعلق بالمهلة الممنوحة للتحركات المعادية لإيران داخل الأراضي العراقية، قال بقائي: "كل من مسؤولي إيران والعراق وكذلك حكومة إقليم كردستان العراق يدركون ضرورة إرساء الأمن على جانبي الحدود، ونحن سعداء بأن المسؤولين في العراق يسعون لاتخاذ خطوات ملموسة لضمان أمن الحدود المشتركة."

ورداً على التقارير التي تشير إلى أن الاتفاق مع إيران لا يختلف عن الاتفاق النووي السابق، قال بقائي: "لسنا متمسكين كثيراً بالأسماء والعناوين. ما يهمنا هو ضمان تحقيق مصالح الشعب الإيراني من خلال الحفاظ على الصناعة النووية من جهة، وضمان إنهاء العقوبات بشكل فعّال ومؤثر من جهة أخرى."

وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي روبيو بأن أي دولة لا تملك سلاحاً نووياً لا تقوم بعمليات تخصيب، قال: "العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء أمريكا مثل هولندا واليابان، لديها برامج نووية تشمل التخصيب. لذلك، فإن هذه التصريحات مضللة. لقد تجاوزنا هذه المرحلة منذ فترة طويلة. كون الدولة عضواً في معاهدة حظر الانتشار والضمانات الشاملة (ان‌ بي تي) فذلك يمنحها الحق في اتخاذ قرار بشأن النشاط النووي. البرنامج السلمي الإيراني له جذور عميقة، وهو يستند إلى الحاجة الفعلية للطاقة والتنمية الاقتصادية، ومرتبط بالحقوق والأعراف الدولية."

وبشأن ما أثير حول عدم استئناف عمل القنصلية السعودية في مشهد، قال بقائي: "العلاقة مع السعودية تتطور بشكل إيجابي، وقرارهم حول موعد إعادة فتح قنصليتهم يعود إليهم."

وفي تعليقه على التوترات بين الهند وباكستان، قال: "لن ندخر أي جهد في سبيل تهدئة الأوضاع بين البلدين."

وحول لقاءات ممثل عراقجي مع مسؤولين سعوديين وتطورات سوريا، قال: "ما يجري في سوريا يثير قلق أي دولة تتحلى بالمسؤولية. نحن نعارض بشدة استهداف البنية التحتية الاستراتيجية والاقتصادية السورية بهذا الشكل اللاإنساني من قبل الكيان الصهيوني. المشاورات التي يجريها ممثل وزير الخارجية تأتي في إطار دعم الاستقرار في غرب آسيا. ونحن لن نتوانى عن بذل أي جهد لوقف جرائم الكيان الصهيوني في سوريا."