وشهدت وسط العاصمة بغداد تجمعات شعبية لإحياء الذكرى السادسة لـ احتجاجات 25 تشرين الأول/أكتوبر 2019، التي امتدت لأكثر من عام، مطالبين بالحقوق المدنية وتحقيق الإصلاحات.
وحمل المشاركون في الفعالية شعارات وتذكارات تخلد أرواح أكثر من 600 شهيد، بالإضافة إلى نحو 25 ألف جريح ومفقود سقطوا خلال تلك الاحتجاجات، في مسعى لتكريم تضحياتهم وتسليط الضوء على الحقوق التي طالب بها الشعب العراقي آنذاك.
متظاهرون يجددون مطالبهم بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين
ويقول المتظاهر أسعد خضير في حديث لـ "سبوتنيك"، إن "المتظاهرين خرجوا بشكل سلمي وواضح "تحت ضوء الشمس"، مبينا أن الاحتجاجات تهدف إلى "الدفاع عن حقوق الشعب العراقي وليس لأجندات سياسية أو فئوية".
وأضاف خضير، أن "اليوم الكتل السياسية تصرف ملايين الدولارات على الحملات الانتخابية والمظاهر الزائفة، بينما المواطن يعاني من قلة الخدمات وتدهور التعليم"، موضحاً أن "هذه الأموال كان يمكن أن تُصرف على المدارس والمستشفيات بدل الصور والدعايات".
6 أعوام على احتجاجات تشرين... العراق يرفض وعود الحكومات الفارغة
وتابع: "الشعب العراقي لا يطلب المعجزات، بل يطالب فقط بحقوقه الأساسية في التعليم والصحة والعيش الكريم، مؤكدًا أن الوعود الانتخابية لم تنفذ وأن الواقع ما زال على حاله".
ويتابع خضير حديثه قائلا: "منذ تظاهرات 2019 سقط شهداء مثل أبو الدخان وأبو الطلقات، وضحّى الشباب من أجل وطنهم، لكن حتى اليوم لم يتحقق أي تغيير حقيقي، كل الشعارات التي تُطرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تتعدى كونها كلاما من دون أفعال".
????في الذكرى السادسة لانطلاق تظاهرات تشرين تجددت التظاهرات في بغداد وسط مطالبات بإخراج المعتقلين من المتظاهرين ومحاسبة قتلة المتظاهرين. pic.twitter.com/kCv8zwTE9J
واختتم قائلاً: نحن جيل تعب من الانتظار. نريد إصلاحًا حقيقيًا ومحاسبة الفاسدين، لا وعودًا جديدة تنفق عليها ملايين الدولارات.
ويذكر أن التجمع شهد حضوراً واسعاً من متظاهرين قدموا من محافظات عدة، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما أكّد المنظمون أن التظاهرات ستستمر حتى تلبية المطالب الشعبية.
واندلعت التظاهرات الاحتجاجية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 احتجاجاً على تردّي الأوضاع العامة في العراق، وانتشار الفساد المالي والإداري، وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان، والدعوة إلى إبعاد الأحزاب الفاسدة والفصائل المسلحة ورفض أي تبعية خارجية.
رسالة إلى شعوب العالم: الثورة مستمرة
ووجّه المتظاهر رائد إبراهيم، من محافظة كربلاء، خلال تظاهرة شهدتها العاصمة بغداد، رسالة إلى شعوب العالم دعا فيها إلى مساندة الشعب العراقي في مسيرته الاحتجاجية السلمية المطالبة بالإصلاح والتغيير.
وفي حديث لـ "سبوتنيك"، وجه إبراهيم، رسالة "باسم الشعب العراقي إلى جميع شعوب العالم، لأن هذه الثورة لن تتوقف حتى يتحرر العراق من القيود التي كبّلته طوال السنوات الماضية".
ودعا المتظاهر المجتمع الدولي، إلى التفاعل مع أبناء الشعب العراقي الوطنيين، ودعمهم في مختلف المجالات الإنسانية والسياسية.
وأوضح أن العديد من الشباب من مختلف المحافظات شاركوا في التظاهرة، إلا أن بعضهم واجه صعوبات في الوصول إلى العاصمة، بسبب التضييق الأمني والقمع الذي تعرضت له بعض المسيرات في الطرق المؤدية إلى بغداد.
وينتقد إبراهيم، أداء الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 وحتى اليوم، قائلاً: "كل ما قامت به الحكومات المتتالية، يخالف مبادئ حقوق الإنسان وحق التعبير عن الرأي، الذي يكفله الدستور العراقي، ما نطالب به هو فقط تطبيق العدالة واحترام صوت الشعب".
ويذكر أن التظاهرة شهدت حضورًا لمتظاهرين من محافظات مختلفة، رفعوا شعارات تطالب بالإصلاح، ومكافحة الفساد، وضمان الحقوق الدستورية للمواطنين.
وتمكنت هذه التظاهرات من حشد ملايين العراقيين في مختلف المدن، لتشكيل حراك شعبي واسع طالَب بإصلاحات سياسية جذرية، وبفعل الضغط الشعبي، قدمت حكومة عادل عبد المهدي استقالتها، كما أجبر البرلمان على اتخاذ إجراءات عاجلة لتهدئة الغضب الشعبي، من بينها الإعلان عن النية في تعديل الدستور وقانون الانتخابات، وتقليص الرواتب العالية للمسؤولين.
لكن هذه الخطوات واجهت قمعاً وعنفاً مفرطاً، أسفر عن سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، لتظل أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2019 علامة فارقة في تاريخ الاحتجاجات الشعبية العراقية.
ورفع المتظاهرون، في وقتها شعار "نريد وطناً" مختزلاً مطالبهم بوطن يحترم كرامتهم، وفرص عمل تحفظ مستقبلهم، وخدمات أساسية على كافة الأصعدة، كما طالبوا بمحاسبة الفاسدين ما بعد العام 2003.