يعد الفن التشكيلي من الفنون التي تواجه تحديات عدة من حيث الإقبال الجماهيري، خاصة أنه يعد من فنون "النخبة"، إضافة للتحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي على واقع التصميم والرسم والتخيل.
يرى فنانون عرب أن اعتبار الفن التشكيلي من الفن النخبوي ليس عاملا سلبيا بل إيجابيا، فضلا عن أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه ترك بصمة إنسانية كما هو الحال في اللوحات الطبيعية.
شاركت الفنانة التشكيلية العراقية، سهير السلمان، في المعرض، بلوحة تحمل "صمت الحوار"، وهي تشير إلى الحوار بين الماضي والحاضر، الذي يتحول إلى أحاسيس ملونة على اللوحة، وتحمل ذكريات وحنين إلى الماضي.
تضيف السلمان في حديثها مع "سبوتنيك"، أن مشاركتها في المعرض ليست الأولى بالقاهرة، حيث تنتمي لوحات سهير إلى المدرسة التجريدية. وتوضح أن الشعب المصري والعراقي لديه تذوق كبير للفن التشكيلي والفنون الأخرى.
فيما قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون لـ"سبوتنيك"، إن المشاركة العربية في المعرض "متميزة جدًا بكافة المقاييس"، حيث تجمع نخبة من أهم الفنانين العرب، مشيرا إلى أن الفنان السعودي الكبير عبد القدير شعب الكعبي، أحد رواد الحركة التشكيلية الأفريقية، هو ضيف شرف المعرض.
وأضاف قنديل، أن الفنان الكعبي، الذي ينتمي إلى جيل الستينيات وحركة الحداثة الأفريقية، كان له تأثير كبير على الفن التشكيلي السعودي، وتخرج على يديه قامات فنية كبيرة.
وأوضح أن المعرض يشهد أيضا مشاركة متميزة من العراق، حيث تعرض الفنانة سهير السلمان أعمالها، وهي فنانة تنتمي لجيل الشباب في الحركة التشكيلية العراقية، لافتا إلى أن الفنانين العراقيين عموما يتناولون في أعمالهم البيئة العراقية والعمارات القديمة، سواء كانت آشورية أو سومرية أو بابلية، ويحتفون دائما برموز الحضارة العراقية.
وتابع قائلا: "هذا ما يجعلك تستطيع أن تميز اللوحة العراقية عن بقية اللوحات العربية الأخرى، فهي لوحة عربية صرفة".
كما أشار قنديل إلى المشاركة الكويتية المتمثلة في أعمال الفنان الكبير عبد الرسول سلمان، رئيس اتحاد التشكيليين العرب، والذي رسم ملامح من البيئة الكويتية القديمة كالصيادين والأشياء التراثية.
مشاركة سعودية هامة
وحول المشاركة السعودية، أكد أنها مشاركة متميزة، حيث يشارك الفنان السعودي عبد الله حماس، والفنان عبد الله إدريس، والفنان محمد الغامدي، والفنان فهد الحجيلان، والفنان سمير الدهام، معتبرا أن المشاركة السعودية هي الأكثر غزارة في هذا المعرض.
وأضاف أن المعرض يضم أيضا فنانين من فلسطين وسوريا، مشيرا إلى أن اللوحة الفلسطينية شاركت من خلال الفنان الفلسطيني عبد الله عريشة، والفنانة الفلسطينية أميرة مناح سليم، التي قدمت عملا تشكيليا في منتهى البراعة، بينما تناول عبد الله عريشة الوجه الفلسطيني الحزين عما يحدث الآن في غزة.
فيما يقول الفنان التشكيلي محمد التهامي الأكاديمي بكلية الفنون الجميلة، إن تحديات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تكون بديلا عن الفنان التشكيلي. وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن اللوحات المصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي لا تحمل نفس بصمة الفنان الإنسان، خاصة روح الفنان.
يشارك الفنان بلوحة تحمل رمزية التضاد، حيث يستخدم الجرس الذي يستخدم في النداء، فيما تظهر اللوحة ارتداء الجرس، ما يحمل رمزية التضاد.
يشارك عدد من الأسماء البارزة، منهم: فرغلي عبد الحفيظ، أحمد نوار، رضا عبد الرحمن، أمل نصر، محمد عرابي، محمد عبد المنعم، عادل ثروت، سامي أبو العزم، صلاح المليجي، حسن غانم، فارس أحمد فارس، أيمن السمري، حسن عبد الفتاح، عبد الغفار شديد، عبد الوهاب عبد المحسن، وائل درويش، ميرفت الشاذلي، ومحمد التهامي.
كما يضم المعرض أيضا مختارات من أعمال كبار الفنانين الراحلين، مثل: صلاح طاهر، عمر النجدي، حسن محمد حسن، إضافة إلى أعمال نحتية لعدد من الفنانين من بينهم: عبد المنعم الحيوان، محمود أبو المجد، آدم حنين، مصطفى متولي، السيد عبده سليم، صلاح حماد، طارق الكومي، شمس القرنفلي، هشام نوار، آلاء يحيى، محمد درويش، ورواء الدجوي.