وتقدّر منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، وهي منظمة أهلية، عدد
المسيحيين في العراق حتى عام 2000 بنحو مليون ونصف المليون نسمة، إلا أن هذا العدد تراجع بشكل كبير بعد سقوط نظام صدام حسين نتيجة موجات التهجير، ليصل إلى نحو 450 ألف شخص فقط، يتركز معظمهم حالياً في محافظات إقليم كردستان.

20 نوفمبر 2022, 17:02 GMT
تحذير من استمرار هجرة المسيحيين
يحذّر الصحفي سيف علي، خلال حديثه لـ "سبوتنيك"، من استمرار هجرة المكوّن المسيحي من العراق، مؤكداً أن هذه الظاهرة لا تزال قائمة حتى اليوم، رغم التحسّن النسبي في الوضعين الأمني والعام مقارنة بالسنوات السابقة.
ويقول علي، إن المسيحيين يُعدّون مكوّناً أساسياً وكبيراً من مكوّنات المجتمع العراقي، بل ومن جذوره التاريخية، مشيراً إلى أن وصفهم بـ"المكوّن الصغير" يُعدّ توصيفاً خاطئاً وغير دقيق.
ويضيف أن أسباب الهجرة لم تعد تقتصر على الجوانب الأمنية، بل أصبحت الدوافع الاقتصادية العامل الأبرز والمحفّز الأساسي لمغادرة
البلاد.
ويتابع علي، قائلاً: إن غياب الفرص الاقتصادية، وضعف الدعم الحكومي، وعدم وجود تشريعات واضحة تحمي حقوق هذا المكوّن وتوفّر له الاستقرار، كلها عوامل أسهمت في استمرار الهجرة حتى اللحظة، داعياً الحكومة والبرلمان إلى تحمّل مسؤولياتهم من خلال سنّ قوانين وتشريعات خاصة تهدف إلى حماية المكوّنات العراقية الأصيلة، وفي مقدمتها المكوّن المسيحي، وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة تضمن بقاءهم داخل البلاد.
ويشير إلى أن استمرار هجرة المسيحيين قد يفتح الباب أمام هجرة مكوّنات أو ديانات أخرى، ما يشكّل تهديداً للتنوّع الاجتماعي والتاريخي الذي يتميّز به العراق، مؤكداً أن الحفاظ على هذا التنوّع مسؤولية وطنية لا تحتمل التأجيل.
وبحسب تقرير سابق لمفوضية حقوق الإنسان في
العراق صدر في (آذار/مارس 2021)، هناك نحو 250 ألف مسيحي فقط موجودون في جميع أنحاء العراق، كاشفاً عن قتل 1315 مسيحياً بين عامي 2003-2014، بالإضافة إلى نزوح 130 ألفاً واختطاف 161 آخرين خلال فترة سيطرة "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودوليا) على مدينة الموصل بين عامي 2014-2017.
إلى ذلك، تقول المواطنة العراقية من الديانة المسيحية لانا نجيب، إن واقع المسيحيين في العراق يشهد حالة تشتّت منذ سنوات طويلة، موضحة أن من بقي داخل البلاد يعيش حالة انتظار، فيما غادر آخرون قبل سنوات وهم يتمنّون العودة يوماً ما، لكن ظروف الحياة وتقدّم العمر تجعل هذا الحلم صعب التحقيق.
وفي حديث لـ "سبوتنيك"، ترى نجيب، أن بعض العائلات ما زالت تبحث عن الاستقرار داخل العراق، سواء للتجارة أو للحياة العامة، مشيرة إلى أن حالة عدم الاستقرار لا تخص فئة بعينها، بل تشمل مختلف الشرائح والأصناف من المسيحيين.
وتوضح أن هجرة المسيحيين لا تزال مستمرة نحو دول العالم، إلا أنها أصبحت أكثر صعوبة في الوقت الحالي بسبب تشديد إجراءات السفر وانسداد العديد من الطرق التي كانت تُستخدم سابقاً للهجرة.
وتختم العراقية، حديثها بالقول إن هذه الأوضاع عمّقت شعور القلق لدى من بقي في الداخل، في ظل غياب حلول حقيقية تشجّع على العودة أو توفّر بيئة مستقرة تضمن العيش الكريم، مبينة أن الاستقرار الاقتصادي وفرص العمل تمثّل عاملاً حاسماً في اتخاذ قرار البقاء أو الرحيل.

24 ديسمبر 2021, 18:03 GMT
وقبل شهرين تقريباً، قال بطريرك الكلدان
الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بحضور عدد من السفراء والمسؤولين الحكوميين، إن "المسيحيين في العراق، والذين يُعتبرون من أقدم سكان بلاد الرافدين، يعيشون منذ أكثر من عقدين ظروفاً استثنائية وصعبة جعلتهم من أكثر المكوّنات هشاشة، فقد دفعهم تصاعد العنف الطائفي، وظهور التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، إلى مواجهة تهديدات وجودية".
وأضاف أن "سيطرة الميليشيات والعصابات الإجرامية على بعض مناطق البلاد أسهمت في تدهور أوضاع المسيحيين بشكل متواصل".