وأضاف العريمي في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الضربة الإسرائيلية أدخلت المفاوضات في حالة موت سريري، وأصبحت الأوضاع أمام نقطة تحوّل حادة؛ إذ لم يعد الحديث عن وساطة قابلة للحياة ممكنًا ما لم تحدث معجزة سياسية أو تتخذ طهران خطوة تراجعية كبيرة.
وتابع: "لقد وصلت القصة إلى نهايتها تقريبًا، إما
القبول بالشروط الأمريكية على طاولة المفاوضات، أو الذهاب نحو مواجهة عسكرية شاملة.
وأضاف: "الولايات المتحدة لم تعد في موقع المراقب، بل أصبحت جزءًا من المعادلة ميدانيًا، على الأقل على المستوى الاستخباراتي واللوجستي، وهي تستعد للتدخل العسكري في حال عجزت إسرائيل عن "إنهاء المهمة"، أو تجاوزت إيران حدود الصبر الاستراتيجي المعهود منها".
ويرى أن الموقف الراهن بالغ الخطورة ويُنبئ بتحول نوعي في قواعد الاشتباك الإقليمي، حيث أن الضربة الإسرائيلية لم تكن مجرد ردع، بل تحمل طبيعة استباقية واستنزافية، وتهدف إلى فرض أمر واقع استراتيجي على إيران.
ووفقا للباحث العماني، فإن التحول يحمل رسالة ثلاثية الأبعاد، الأولى لإيران بأن زمن "الخطوط الحمراء" انتهى، والثانية للمنطقة بأن إسرائيل مستعدة للذهاب إلى النهاية، والثالثة للولايات المتحدة بأن "البديل عن اتفاق نووي هو تفجير عسكري مدروس".
وشدد على أن ما يجري الآن يؤكد أن خيار التسوية لم يعد قائمًا بصيغته السابقة، بل نحن أمام معادلة جديدة، إيران في موقف دفاعي استراتيجي، وإسرائيل في وضع هجومي بدعم غير مباشر من واشنطن، التي وإن لم تعلن رسميًا عن مشاركتها، فإن وجودها الاستخباراتي وحضورها السياسي الفاعل يشي بالكثير.
ولفت الخبير إلى أن الخيارات تضيق بشكل غير مسبوق، والسيناريوهات تتقلص إلى "اثنين فقط":
الأول هو رضوخ إيراني مشروط، أي قبول طهران بشروط اتفاق نووي جديد يتضمن قيودًا صارمة على
البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ والنفوذ الإقليمي، وهو ما قد يُرضي الغرب ويؤمّن لإسرائيل انتصارًا سياسيًا من دون مغامرة عسكرية كبرى، لكن كلفة هذا التنازل على النظام الإيراني ستكون باهظة داخليًا.
الثاني هو الحرب الشاملة المتدرجة، التي تبدأ عبر تصعيد مباشر في أكثر من جبهة، لا سيما العراق وسوريا ولبنان، وربما البحر الأحمر واليمن، وتتحول تدريجيًا إلى مواجهة مفتوحة قد تُستدرَج إليها الولايات المتحدة، إما لحماية المصالح الحيوية أو لإنقاذ إسرائيل في حال فشلها في تحقيق أهدافها.
وأردف: "أما السيناريو الوسيط، أي العودة إلى التهدئة المشروطة أو استمرار الحوار غير المباشر، فأراه مستبعدًا في المرحلة الحالية؛ لأن كل طرف بات في مرحلة "كسر الإرادة" وليس المناورة السياسية".
وأعلنت إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، أنها ضربت أهدافا نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات، بما في ذلك في منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في البلاد.
كما أفادت الحكومة الإيرانية، اليوم الجمعة، بأنها اتخذت "الإجراءات الدفاعية والسياسية والقانونية اللازمة"، ردا على الضربات الإسرائيلية على إيران.
يذكر أن الضربات الإسرائيلية على إيران
أسفرت عن مقتل مجموعة من المسؤولين الإيرانيين البارزين، وهم:
رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، اللواء محمد باقري
قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي
نائب رئيس هيئة الأركان العامة، رولام علي رشيد
الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي
أُصيب مستشار المرشد الأعلى للشؤون السياسية، علي شمخاني، بجروح بالغة وهو في حالة حرجة.
قُتل عدد من العلماء النوويين البارزين الذين يُطورون البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة "تسنيم" مرسوما صدر اليوم الجمعة، كلف فيه آية الله علي خامنئي، اللواء عبد الرحيم موسوي ليحل محل اللواء محمد حسين باقري الذي لقي مصرعه في غارة عسكرية إسرائيلية فجر اليوم الجمعة.
وفي المرسوم الذي أعلن التعيين، أشاد خامنئي "باللواء باقري لاستشهاده المشرف والعزيز على يد نظام الاحتلال الصهيوني الشرير، كما أبرز الخدمات الجليلة والخبرات القيمة للقائد الجديد"، على حد تعبير المرسوم.
