جدل كبير في العراق وخاصة بين الأوساط السياسية لاسيما تلك الأطراف المدعومة من إيران حول زيارة السياسي العراقي عزت الشابندر إلى سوريا، بصفته مبعوثا من رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، حيث أن الزيارة ضمت تسليم أرشيف المخابرات السورية الخاص بالملف العراقي، والذي من شأنه كشف أسماء القيادات العراقية التي كانت تعمل لصالح المخابرات السورية، وتنفذ العديد من العمليات التي تستهدف الأمن العراقي في السنوات الماضية، فيما تستمر الحكومة العراقية بالصمت حيال فحوى اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وحذرت قوى سياسية، من استخدام ملف المخابرات السورية الخاص بالعراق في التسقيط الانتخابي، فيما رأت أخرى أن زيارة الشابندر تأتي ضمن دبلوماسية الخفاء التي تعتمدها الحكومة، لمناقشة العديد من الملفات بعيدا عن الإعلام.
وعلى الرغم من أن العراق لم يبادر بإرسال وفود رسمية دبلوماسية، إلا أن الزيارة الأخيرة لمبعوث رئيس الوزراء، عزت الشابندر، إلى سوريا من المتوقع أن تمهد لفتح علاقات جديدة بين البلدين، ولا سيما أن الشابندر تربطه بالشرع علاقة شخصية سابقة كما صرح بذلك مرارا في وسائل الإعلام.
وأفادت الرئاسة السورية، بأن الرئيس أحمد الشرع استقبل في قصر الشعب بدمشق عزت الشابندر، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا.
وبحسب الشابندر فإن الزيارة ناقشت ملفات عدة تهم البلدين، في مقدمتها الملفان الأمني والتجاري، إلى جانب ملف الحدود.
وتناقلت وسائل إعلام عراقية، تصريحات للشابندر وصف فيها لقاءه مع الرئيس السوري بالمفيد جدا من أجل بناء علاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية بين العراق وسوريا.
وقال الشابندر بعد اللقاء “التقيت الرئيس السوري، أحمد الشرع، مبعوثا من رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، للتباحث في أمور تسهم بتقريب وجهات النظر وتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين”.
وأضاف، أن “اللقاء بحث ما أثير من اعتداء على مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني في دمشق، وتم تجاوز هذه المسألة، وإمكانية عودة الزيارات الدينية لمقام السيدة زينب، وغيرها من المراقد الدينية، وكذلك عن إمكانية التعاون الاقتصادي بين بغداد ودمشق”.
وأوضح المبعوث العراقي، أن أسباب عدم حضور الرئيس الشرع لمؤتمر القمة العربية الذي عقد ببغداد مؤخرا ما زالت قائمة، والتي تلخصت بقيام بعض الأطراف السياسية الشيعية العراقية بالتهديد والوعيد ضد الشرع” مشيرا إلى أن “تلك الممارسات لم تكن في صالح العراق وهي لا تتناسب مع وعي بناء دولة وصدرت لأسباب انتخابية”.
وتابع، أن “هذه الأطراف التي هددت ووعدت دون أن تتخذ أي إجراء، هي ذاتها التي أقامت وتقيم أفضل العلاقات مع دول رعت ومولت الإرهاب والإرهابيين الذين أشاعوا القتل والتخريب في العراق، وعلاقاتها اليوم جيدة مع هذه الدول”.
ولم يستبعد الشابندر زيارة الشرع إلى بغداد، من أجل بناء علاقات تكاملية سياسية واقتصادية وأمنية، متسائلا “ماذا يريد المقاطعون لقيام مثل هذه العلاقة بين العراق وسوريا، وماذا ستنفع هذه المقاطعة؟ في وقت نرى أن الغرب والشرق والدول العربية أقبلت ومقبلة على قيام علاقات طبيعية مع سوريا”.
وأكد أن السوداني والرئيس السوري يتطلعان لبناء علاقات متينة بين البلدين من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين، وأن العوائق التي تواجه الشرع من أجل بناء علاقات طبيعية مع العراق هي ذاتها التي تواجه السوداني.