رواية ينام وذهنه مشغول.. ذاكرة العراق بين الواقع والوهم

وكالة الانباء السورية سانا

رواية ينام وذهنه مشغول.. ذاكرة العراق بين الواقع والوهم

  • منذ 1 شهر
  • العراق في العالم
حجم الخط:

دمشق-سانا

تحمل رواية “ينام وذهنه مشغول” للكاتب والروائي العراقي شاكر الأنباري أبعاداً فلسفية ووجودية، وسرداً واقعياً لأحداث تاريخية مؤلمة صاغها الأنباري على شكل رؤى ثقافية عميقة وتجليات روحية وكونية، تحمل في طياتها أسئلة تراجيدية عن الإنسان والمجتمع والذاكرة.

2N4A3931 رواية ينام وذهنه مشغول.. ذاكرة العراق بين الواقع والوهم

الرواية الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، تقع في 280 صفحة، وهي الإصدار الـ 14 في مسيرة الروائي، وتتكلم بوجع عن التاريخ الدموي للعراق خلال آخر ستة عقود من الزمن، وذلك خلال احتضار البطل /رسول/، الذي يُصاب بجلطة دماغية، أجبرته على التواصل مع العالم بعينه فقط، أما ذاكرته فتبقى مشغولة باسترجاع مفاهيمه وأفكاره وأحداث حياته منذ الولادة، وحتى لحظة مغادرته الحياة.

في لحظات مرض بطل الرواية تظهر له بين اليقظة والحلم شخصية الشيطان، كشخصية وهمية قابعة في اللاوعي لديه، عبر مشاهد وأحداث وقصص، كما تختلط في رأسه الذكريات البعيدة، مع الأحداث التي يختلقها خياله أحياناً، فحين يختلط الوهم بالواقع يصعب التمييز بينهما، إلى أن تظهر شخصيات حقيقية مقربة منه كابنه بشير وزوجته براء وأخيه فؤاد.

وفي تصريحاتٍ لـ سانا أوضح الأنباري أن روايته تتحدث عن ذاكرة شخص مشلول تمتد لأكثر من خمسين عاماً، ضمن الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية والتحولات الحضارية التي عاشها العراق، فيتحول الشخص إلى ذاكرة بدون حركة، إلى أن يرحل.

2N4A3944 رواية ينام وذهنه مشغول.. ذاكرة العراق بين الواقع والوهم

وأكد الأنباري أن الأدب الحقيقي يتكلم عن المجتمع بشكل صادق ويعبر عن قضاياه وهمومه ويرسم تطلعاته وطموحاته، أما مسألة الرقابة والممنوعات على الأدب فستبوء بالفشل حتماً مهما طالت؛ إذ لا يمكن قمع حرية أديب لفترة طويلة كما حدث في سوريا، حيث انتصرت حرية الأدب بالنهاية مع التحرير.

وأشار الأنباري إلى المهمة الصعبة التي تقع على عاتق الشباب المثقف السوري، ما يفرض عليه ضرورة أن يكون ملتحماً مع قضايا بلده وأن يبني مستقبله، كما يُفترض تعزيز السلم الأهلي ونشر المحبة والسلام والتسامح.

2N4A3985 رواية ينام وذهنه مشغول.. ذاكرة العراق بين الواقع والوهم

بدوره، الأديب الروائي خليل صويلح تحدث عن تجربة الأنباري عموماً وهذه الرواية خصوصاً، مشيراً إلى أنه ينشغل بالمشهد العراقي خلال الحرب وما بعدها، وبالخراب الروحي الذي ألقى بثقله على البشر ومصائرهم، وهو في هذه الرواية يستعير ذاكرة شاعر أُصيب بجلطة دماغية ليستعرض شريط حياته بخيباته وأوقاته السعيدة، وفق رؤية بانورامية شاملة لما آلت إليه البلاد، في ظل العنف الذي أطاح بطمأنينة المدن والقرى والبشر، متكئاً على تجربة شخصية عاشها عن كثب.

يُشار إلى أن الروائي الأنباري ولد عام 1957 في محافظة الأنبار العراقية، غادر بلاده عام 1982، وله أعمال روائية غنية منها: شجرة العائلة، ياسمين، الكلمات الساحرات وأنا والمجنون، إضافةً إلى عدة كتب منها الديموقراطية التوافقية – مفهومها ونماذجها، دولة على المفترق.



عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>