جورج عبد الله: التاريخ لم يعرف مقاومة مثل غزة وفلسطين أقرب للنصر

وكالة الأناضول
  • منذ 3 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:
Lebanon
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
** الناشط السياسي اللبناني المحرر من السجون الفرنسية جورج عبد الله للأناضول:
- الشعب الفلسطيني لم يتوقف لحظة واحدة منذ مطلع القرن العشرين عن مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كسائر المناضلين العرب
- الفصل الأخير لهذا الكيان (إسرائيل) يدفعه لرمينا بكل مخزونه التاريخي من الحقد والدمار وسنواجه بربريته بكل ما أوتينا من عطاء وتضحية
- فخورون بما يجري في تركيا من تضامن مع غزة وهذا يشرف تركيا والوطن العربي واللقاء العربي التركي في مسار مواجهة الاستغلال العالمي
- القضاء الفرنسي يدوس على كل القوانين لتأمين مصالح الدولة وموقف فرنسا التاريخي من القضايا العربية والفلسطينية لا يختلف عن موقف إسرائيل والإمبريالية الأمريكية
أكد الناشط السياسي اللبناني جورج عبد الله (74 عاما) أن "العالم لم يشهد مقاومة مثل غزة"، وفلسطين أقرب من أي وقت للنصر، وأعرب عن فخره بالتضامن التركي في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.
وفي 25 يوليو/ تموز الماضي، وصل عبد الله إلى بيروت بعد الإفراج عنه من السجون الفرنسية، حيث أمضى 41 عاما على خلفية قضية اغتيال دبلوماسيين إسرائيلي وأمريكي وتهم حيازة سلاح.
وقال عبد الله المؤيد للشعب الفلسطيني، في مقابلة مع الأناضول، إن هذا الشعب "منذ مطلع القرن العشرين لم يتوقف لحظة واحدة عن مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كسائر المناضلين العرب".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في لبنان وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
واعتبر عبد الله أن "فلسطين هي الرافعة التاريخية والثورية لمسار الثورة العربية، ومن هذا المنطلق هي من واجبات ومسلمات المناضلين في لبنان سوريا والعراق وكثير من الأماكن العربية".
وزاد أن فلسطين في مواجهتها للاستعمار الاستيطاني تواجه أيضا "المنظومة الإمبريالية الغربية".
وإسرائيل "ما هي إلا استمرار أو الامتداد العضوي لهذا الغرب الإمبريالي"، كما أضاف عبد الله.

** "فلسطين اليوم أقوى"

عبد الله قال إنه "بمواجهة فلسطين لمنظومة الرأسمالية العالمية على هذه الأرض، يلتقي المناضل العربي مع المناضل التركي والأوروبي في مواجهة الاستعمار الاستيطاني".
وأكد أن "فلسطين اليوم هي أقوى من أي وقت مضى، وإسرائيل تعيش آخر فصول وجودها بعكس ما يروج له الإمبرياليون".
واستدل على ذلك بأنه "لا يوجد بلد في العالم اليوم إلا والراية والكوفية الفلسطينية (فيه) عنوان للحرية".
وتابع: "من أنقرة وإسطنبول إلى أستراليا واليابان وكل المدن الأوروبية وصولا إلى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وكل الأماكن، الكوفية الفلسطينية هي عنوان الحرية والكرامة وعنوان التحرر".
وشدد الناشط السياسي اللبناني على أن "الثورة الفلسطينية بألف خير".
وزاد أن "الفصل الأخير لهذا الكيان (إسرائيل) يدفعه لرمينا بكل مخزونه التاريخي من الحقد والدمار والبربرية، وسنواجه بربريته بكل ما أوتينا من عطاء وتضحية".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 قتيلا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.
عبد الله أضاف: "لم يعرف التاريخ حركة مقاومة كما هو الحال في غزة منذ 17 عاما، وجماهير الشعب الفلسطيني في غزة محاصرون".
وتابع: "ها هي الآن تواجه العدو بكل شجاعة وعنفوان. غزة لن ترفع الراية البيضاء، وإنما ترفع راية التحرر وهي صامدة".
ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

** "فخورون بالتضامن التركي"

وعن رؤيته لمستقبل الفلسطينيين، قال عبد الله إن "القضية الفلسطينية تعيش الآن مرحلة مفصلية، وخاصة أننا أقرب من أي وقت مضى على تحرير فلسطين بكاملها".
ورأى أن "إسرائيل تعيش آخر فصول وجودها"، وأنه "لا يوجد شعب على كوكب الأرض إلا ويقف خيرة قواه الحية مع فلسطين التي هي أقرب من أي وقت مضى للنصر".
وأعلنت دول غربية عديدة، بينها بريطانيا وفرنسا وأستراليا، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ومن أصل 193 دولة عضوا بالمنظمة الدولية، تعترف 149 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
عبد الله تابع: "فخورون بما يجري في تركيا من تضامن مع غزة، وهذا يشرف تركيا ويشرف الوطن العربي، ويشرف أيضا اللقاء العربي التركي في مسار مواجهة الاستغلال العالمي".
وفي المحافل الدولية، تبذل أنقرة جهودا مكثفة لإنهاء معاناة الفلسطينيين ومحاسبة قادة إسرائيل، فيما تشهد تركيا فعاليات تضامنية متواصلة لدعم الشعب الفلسطيني وفضح حرب الإبادة الإسرائيلية وإدانتها.
وموجها رسالة إلى "الشباب للنضال بشدة"، أكد عبد الله أنه "في مواجهة الاحتلال، هناك لغة وحيدة لا بديل عنها: المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة".
ورأى أن "الثورات القادمة ستقودها الشبيبة المتطلعة لمزيد من الحرية والتلاحم الإنساني".

** تجربة السجن الطويلة

وعن معاناته في السجون الفرنسية، لفت عبد الله إلى أنه اعتُقل عام 1984.
وتابع: "لم يكن هناك جريمة اسمها الإرهاب، ولم توجه إليَّ تهمة الإرهاب، لكنهم أحالوني أمام محكمة مكافحة الإرهاب، وهي هرتقة قانونية".
و"حينما وقف المدعي العام الفرنسي وطلب الحكم عليَّ بأقصى عقوبة ممكنة قال لهم: فليكن الحكم ما دون 9 سنوات وهي أقصى عقوبة بناءً على ما لديه من ادعاءات حول تجريمي، ولكني أمضيت 41 عاما"، كما أردف.
وأعرب عن فخره بأنه استطاع أن يواجه سنوات الاعتقال الطويلة "كمناضل من مناضلي شعبنا"، رغم أن "الأسر صعب جدا".
وأضاف: "حركة التضامن (معي)، سواء من الجماهير الفرنسية وطلائعها أو من جماهير تركيا وطلائعها أيضا، سمحت لي بأن أكون في الأسر مناضلا يقوم بما عليه من مستلزمات".
واستطرد: "تضامن الرفاق في تركيا ولبنان.. كانوا على تواصل معي وهذا يكفيني، وأتاح لي المداخلات (مع السجناء بشأن القضية الفلسطينية) في إطار الصراع الجاري، وهذه المسألة الأساسية التي تسمح للمناضل أن يصمد داخل الأسر".
ومضى قائلا: "تعرضت للضغوط التي يتعرض لها أي أسير في إطار الضغط النفسي، ولكن لم أتعرض للتعذيب الجسدي بأي شكل كان".
وتابع: "واجهت العزلة كسائر المناضلين وخرجت منها بفضل تضامن الرفاق في كل مكان بتركيا واليونان وفرنسا والوطن العربي وإيطاليا وغيرها".

** قضاء "منحاز"

وبخصوص موقفه من القضاء الفرنسي، قال عبد الله إنه "كسائر الأجهزة القضائية في العالم الرأسمالي، حين يتعلق الأمر بمناضلين سياسيين، يدوس على كل قوانينه لتأمين مصالح الدولة".
وأضاف أنه كان يمكن إطلاق سراحه منذ عام 1999، لكن السلطات الفرنسية رفضت، وألغت الحكومة قرارا قضائيا بالإفراج عنه عام 2003.
وتابع أنه "في عام 2013، أصدر القاضي قرارا بإطلاق سراحي، فاتصلت (وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك) هيلاري كلينتون بوزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس وقالت له بالحرف، كما ورد في وثائق ويكيليكس: ابق عبد الله في السجن، وهو وافق فورا".
عبد الله توقف عند ما اعتبره أحد أبرز الأمثلة على انحياز السلطات الفرنسية ضد المناضلين العرب.
وقال إن الحكومة الفرنسية أعادت إنشاء المحاكم الخاصة التي أسسها المارشال "بيتان" إبان الاحتلال النازي، وهي التي أصدرت أحكاما بحق المقاومين الفرنسيين.
ورأى أن إعادة إحياء هذه المحاكم "ليست مجرد هرتقة قانونية، بل وصمة عار".
وأردف: "إذ تُستخدم اليوم لمحاكمة مناضل عربي وقف إلى جانب فلسطين، تماما كما استُخدمت بالأمس لمحاكمة مَن قاوموا الاحتلال النازي. وهذه الخطوة تكشف وجه القضاء الفرنسي الحقيقي".
عبد الله شدد على أن موقف فرنسا التاريخي تجاه القضايا العربية والفلسطينية "معروف"، فهو "معادٍ ويتسم بالكذب والنفاق لا يختلف في جوهره عن موقف إسرائيل والإمبريالية الأمريكية".
وأكمل: "هم (فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة) من أكثر المعترضين على مواقف تركيا وغيرها عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة، وهم من أشد أعداء الثورة الفلسطينية تاريخيا".
واستشهد بمقتل أكثر من 12 ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس دون أن يُعتقل أي من عملاء المخابرات الإسرائيلية المتورطين أو تُجرى لهم أي محاكمة.
وزاد أن "فرنسا طوال تاريخها الحديث لم تُفرج عن أي مناضل عربي إلا تحت ضغط شديد، يصل أحيانا إلى خطف فرنسيين ومقايضتهم".
وهذه "هي اللغة الوحيدة التي يفهمها القضاء الفرنسي"، الذي هو "جزء من المنظومة الإمبريالية المعادية لشعبنا"، كما ختم عبد الله.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>