وفي مؤتمر صحفي، كشف وزير التجارة، باركس تاو، أن "مجلس الوزراء وافق على تقديم هذا العرض كأساس للتفاوض مع واشنطن، مشيرا إلى أنه يعالج "بشكل كبير" القضايا التي أثارتها الولايات المتحدة في تقرير تقديرات التجارة الوطنية لعام 2025، خاصة فيما يتعلق بالمعايير الصحية والنباتية"، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وفي سياق متصل، أعلنت بريتوريا عن إجراءات لحماية الصناعة المحلية، ردا على الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب على البضائع الجنوب أفريقية بدءا من 8 أغسطس.
وأوضح تاو أن هذه الإجراءات تشمل دراسة وتطبيق تدابير لمكافحة الإغراق التجاري، بالإضافة إلى إجراءات تعويضية واحترازية لحماية القطاعات الصناعية المتضررة، مع السعي لاستكشاف أسواق جديدة.
وفي هذا الإطار، أشار تاو إلى أن
جنوب أفريقيا تستهدف أسواقا واعدة مثل اليابان، فيتنام، تايلاند، الهند، والشرق الأوسط، حيث تجري مفاوضات لتحسين الشروط التجارية بهدف تعزيز الصادرات والحفاظ على فرص العمل.
من جانب آخر، شددت جنوب أفريقيا على تعزيز التعاون ضمن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الإقليمي.
وفي تحذير سابق، أشار وزير الزراعة، جون ستينهويسن، إلى أن "استمرار الرسوم الأمريكية قد يرتبط بسياسات محلية مثيرة للجدل مثل "العمل الإيجابي"، التي انتقدها ترامب.
ودعا الرئيس سيريل رامافوزا إلى ضرورة التكيف مع الاضطرابات في التجارة العالمية، مؤكدا أهمية اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة التحديات التي تفرضها الرسوم الجمركية الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر، مطلع هذا الشهر، بإعادة فرض
رسوم جمركية على عشرات من الشركاء التجاريين، في خطوة وصفها بأنها حجر الزاوية في استراتيجيته لإعادة تشكيل التجارة العالمية بما يخدم الاقتصاد الأمريكي.
وقال ترامب إن هذه الرسوم تمثل استعراضا للقوة الاقتصادية يهدف إلى تعزيز موقع الصادرات الأمريكية وتشجيع التصنيع المحلي من خلال الحد من تدفق الواردات الأجنبية.
وتتضمن التدابير الجديدة، التي نص عليها الأمر التنفيذي، رفع الرسوم على عشرات الاقتصادات حتى 41 في المئة، بعد أن كان ترامب قد أعلن في أبريل/نيسان فرض حد أدنى قدره 10 في المئة على السلع القادمة من معظم دول العالم، بذريعة الممارسات التجارية غير العادلة والعجز في الميزان التجاري الأمريكي.
ونشر البيت الأبيض بيانا تضمن قائمة مفصلة بأكثر من 80 دولة، بينها دول أوروبية ودول عربية مثل سوريا وتونس والعراق، إضافة إلى دول إقليمية مثل تركيا وإسرائيل، حيث تم فرض رسوم على سوريا بنسبة 41 في المئة، والعراق 35 في المئة، وتونس 25 في المئة، وإسرائيل 15 في المئة، وتركيا 15 في المئة.
وإلى جانب الإعلان عن هذه الرسوم، أبرمت واشنطن اتفاقات مع عدة شركاء، من بينهم فيتنام واليابان وإندونيسيا والفلبين وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي، فيما توصلت بريطانيا أيضا إلى اتفاق رغم أنها لم تكن مستهدفة بالرسوم "المتكافئة" الأعلى.
كما أعلن ترامب تأجيل رفع الرسوم على المنتجات القادمة من المكسيك لمدة 90 يوما، بعد محادثات مع نظيرته كلوديا شينباوم، فيما فرضت كندا رسوما بنسبة 35 في المئة، مع استثناء البضائع الداخلة بموجب اتفاق التجارة في
أمريكا الشمالية، لكن السلع المعاد شحنها للتحايل على الرسوم ستخضع لمستويات أعلى.
وفيما يخص الصين، فقد استُثنيت من الرسوم الجديدة مؤقتا، لكن أمامها مهلة حتى 12 أغسطس/آب، حيث يمكن أن تعود الرسوم إلى مستويات أعلى، بعد أن كانت واشنطن وبكين قد تبادلتا رسوما جمركية مضاعفة قبل التوصل إلى اتفاق موقت في مايو/أيار لخفضها جزئيا.