نيويورك-سانا
عقد مجلس الأمن الدولي الليلة، جلسة طارئة حول تداعيات قرار الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على قطاع غزة، حيث شهدت الجلسة إدانات دولية واسعة وتحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، قد تشمل مزيداً من القتل والتهجير والمجاعة.
منصور: ضرورة تفعيل الفصل السابع ومحاسبة إسرائيل على جرائمها
وأكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور في كلمته خلال الجلسة، أن الاحتلال الإسرائيلي أثبت أنه لا يكترث بمصير الرهائن، ولا يلتزم بالقانون الدولي أو بقرارات مجلس الأمن، وأن هدفه تدمير الشعب الفلسطيني لتسهيل ضم أراضيه.
وقال منصور: “لا شك أن الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل هو ما دفعها إلى هذا الجنون، فلا بد من وقف هذه الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين”، داعياً مجلس الأمن للتحرك بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؛ لحرمان إسرائيل من الوسائل التي تمكنها من مواصلة هذه الحرب البشعة ومحاسبتها على جرائمها، وإرسال قوة حماية دولية فوراً لإنقاذ الشعب الفلسطيني من موت محقق.
وأوضح منصور، أن هناك خطة دولية اعتمدها المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن فلسطين، تبدأ بإنهاء استخدام التجويع كسلاح حرب، وإنهاء الحرب على غزة وزيادة المساعدات الإنسانية، وانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
المجموعة العربية: على مجلس الأمن تحمل مسؤولياته لإنهاء العدوان الإسرائيلي
بدوره شدد مندوب العراق في مجلس الأمن عباس كاظم عبيد في كلمته عن المجموعة العربية، على أن استمرار إسرائيل في انتهاكاتها ولاسيما توسيع المستوطنات وضم الأراضي الفلسطينية إلى كيانها والتهجير القسري للفلسطينيين، يقوض جهود حل الصراع وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضح أن المجموعة العربية تدعو إلى وقف إطلاق نار كامل ودائم، فضلاً عن وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة فوراً، وضمان حماية الشعب الفلسطيني وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
الجزائر: على مجلس الأمن كسر حلقة الإفلات من العقاب
من جانبه، أدان مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع بأشد العبارات، قرار إسرائيل فرض سيطرة عسكرية على مدينة غزة ونقل جميع سكانها، وقال: بعد 22 شهراً من النزوح والمجاعة والتطهير العرقي، فإن العملية التي تخطط لها إسرائيل ستقضي تماماً على ما تبقى من غزة، مؤكداً أن الأهداف واضحة تماماً، وهي طرد شعب كامل من موطنه وجعل الفلسطينيين بلا دولة، وبلا علم، وبلا مستقبل على أرضهم.
ودعا بن جامع مجلس الأمن، إلى رفع صوته لكسر الصمت وكسر حلقة الإفلات من العقاب، وقال “حان الوقت لفرض العقوبات على عدو الإنسانية”.
بريطانيا: التصعيد الإسرائيلي في غزة سيدفع نحو مليون شخص للنزوح
إلى ذلك، أكد نائب مندوب بريطانيا الدائم في الأمم المتحدة جيمس كاريوكي، أن التصعيد الإسرائيلي الحالي في غزة سيدفع نحو مليون شخص إلى النزوح، داعياً إسرائيل إلى رفع القيود عن تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وشدد كاريوكي، على أنه لا يجوز لإسرائيل منع المنظمات الإنسانية من العمل في غزة عبر إجراءات تعسفية، وقال: “قرار إسرائيل خاطئ، وعليها إعادة النظر فوراً في توسيع عملياتها في غزة”.
فرنسا: ندين خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة
بدوره، أدان نائب المندوب الفرنسي في مجلس الأمن دارماد هيكاري بأشد العبارات، قرار إسرائيل توسيع عملياتها للسيطرة على مدينة غزة، وأضاف: “نذكر بمعارضتنا الشديدة لأي خطة لاحتلال قطاع غزة، وضمه واستيطانه أو تهجير سكانه قسرياً”.
ودعا نائب مندوب فرنسا إسرائيل، إلى فتح جميع معابر غزة بشكل عاجل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، مؤكداً ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
روسيا: إسرائيل لا تستمع لأحد وتفضل العنف
من جهته، أدان نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، التصريحات الإسرائيلية حول إنشاء إدارة بديلة في غزة، مشيراً إلى أن التهجير القسري للفلسطينيين واستخدام التجويع كسلاح حرب يشكلان جرائم ضد الإنسانية.
وقال: “للأسف، إسرائيل لا تستمع لأحد وتفضل العنف الذي يعرض أمن وحياة الرهائن للخطر، كما لا يوجد سبب لنصدقها حين تقول إنها تريد تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين”، واصفاً التلاعبات الإسرائيلية بأنها غير معقولة.
باكستان: السيطرة على غزة تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني
في السياق، اعتبر ممثل باكستان لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد، أن قرار الحكومة الإسرائيلية السيطرة على مدينة غزة يهدف إلى محو الوجود الفلسطيني، وإلغاء أي أفق للسلام وتقويض كل الجهود الإقليمية والدولية لحل الصراع، وقال: “هذا يمثل تتويجاً لحملة تطهير عرقي”.
ودعا ممثل باكستان إلى إلزام إسرائيل بالتخلي عن مشروعها المعلن لاحتلال مدينة غزة، ووقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، ووقف كامل لعمليات التهجير والاعتداءات، ووصول إنساني واسع النطاق ودون عوائق، وحماية الوضع القانوني والتاريخي القائم بالأماكن المقدسة في مدينة القدس.
مسؤول أممي: السيطرة الإسرائيلية على غزة سيؤدي إلى كارثة
وفي ذات الشأن، حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين، من أن تنفيذ الخطة الإسرائيلية سيؤدي إلى كارثة أخرى في غزة، وسيتردد أصداؤها في جميع أنحاء المنطقة، وتتسبب في مزيد من التهجير القسري والقتل والدمار، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين التي لا تطاق، وأكد المسؤول الأممي أن السبيل الوحيد لوقف المعاناة الإنسانية الهائلة في غزة هي من خلال وقف كامل وفوري ودائم لإطلاق النار.
“الشؤون الإنسانية”: توسيع إسرائيل عملياتها في غزة يفاقم الكارثة
بدوره، قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ومدير شعبة التنسيق راميش راجاسينغهام: إن قرار الحكومة الإسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية في غزة يمثل تصعيداً خطيراً في نزاع تسبب بالفعل في معاناة لا يمكن تصورها، وتفرض علينا إنسانيتنا المشتركة إنهاء هذه الكارثة على الفور.
وذكر راجاسينغهام، أن التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية في قضية تطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية في غزة لا تزال سارية، بما في ذلك المطالبة بأن تتخذ إسرائيل تدابير فورية وفعالة، لتمكين توفير الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها.
وكانت عدة دول، منها المملكة المتحدة وفرنسا والدنمارك وسلوفينيا واليونان، طالبت بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بشأن عزم الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في غزة، حيث حذرت هذه الدول من أن هذا قرار يشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.