وأشار الخبراء إلى أن نفاد الراتب خلال الأيام الأولى من الشهر، يعتبر أمرا سيئا وهذا ما أطلقوا عليه اسم "متلازمة منتصف الشهر" المالية.
ولمواجهة "متلازمة منتصف الشهر" المالية، وتجنّب الوقوع في دوامتها المتكررة، ينصح خبراء التخطيط المالي باتباع 9 خطوات، وهي كالآتي:
تصرّف كما لو أن راتبك أقل بنسبة 20 بالمئة مما تتقاضاه فعليًا، وخصص هذا الفرق فورًا في حساب جانبي لا تلمسه. فمثلًا، إذا كان راتبك 1000 دولار، خطّط وكأنك تملك فقط 800 دولار شهريًا. وبهذه الطريقة، تخلق لنفسك هامش أمان مالي دون أن تشعر بالضغط أو الحرمان.
2- تعلم الإنفاق أسبوعا بأسبوع
توقف عن صرف المال بحرية منذ بداية الشهر، وابدأ بالتعامل مع دخلك كمراحل زمنية قصيرة، فقم بتقسيم راتبك إلى 4 أجزاء متساوية، وخصص لكل أسبوع "راتبًا مصغّرًا" خاصًا به.
وقل لنفسك إذا كان راتبك 1200 دولار، على سبيل المثال: "هذا الأسبوع أملك 300 دولار فقط"، والتزم بهذا السقف.
وهذا الأسلوب البسيط يعزّز الانضباط الذاتي، ويشبه في أثره تقاضي أجر يومي منتظم، ما يساعدك على تفادي استنزاف الراتب مبكرًا، ويمنحك تحكمًا ماليًا أقوى حتى نهاية الشهر.
اختر يومًا ثابتًا كل أسبوع امتنع فيه تمامًا عن إنفاق أي مال، فلا تسوق ولا طلبات خارجية ولا كماليات، بل اكتف بما هو متاح في المنزل. وهذا النهج البسيط يسهم في ترشيد الإنفاق، ويمنحك تحكمًا أكبر في مصروفاتك اليومية، كما يطيل عمر الميزانية ويقلل من الاستهلاك التلقائي.
4- فلتر رغباتك قبل الإنفاق
قبل أن تشتري أي منتج غير ضروري، سواء كان قطعة ملابس، أداة إلكترونية أو حتى اشتراكًا جديدًا، ضعه أولًا في "قائمة الانتظار الشرائية"، وامنح نفسك مهلة لا تقلّ عن 7 أيام أو حتى شهرًا إذا كانت القيمة كبيرة قبل اتخاذ القرار. وخلال هذه الفترة، ستكتشف أن كثيرًا من الرغبات كانت لحظية، وأن حاجتك الفعلية للمنتج ربما لم تكن ضرورية. وهذا الأسلوب البسيط يقلل من النفقات الاندفاعية، ويمنحك تحكمًا أذكى في ميزانيتك دون شعور بالحرمان.
5- تبني قاعدة "24 ساعة قبل الشراء"
أي قرار شرائي غير ضروري يجب أن يمرّ بمرحلة "تبريد" لمدة يوم واحد على الأقل، وهذا التأخير البسيط يقلّل بشكل كبير من القرارات الاندفاعية ويمنحك مساحة للتفكير العقلاني.
6- استخدام النقد وليس البطاقة المصرفية
العودة المؤقتة للدفع النقدي، خصوصًا في المشتريات اليومية، تعيد الإحساس بقيمة المال وتقلل من الإنفاق غير الواعي المرتبط بالبطاقات.
أزل التطبيقات التي تسهّل الشراء السريع مثل تطبيقات التسوق والتوصيل الفوري، أو فعّل أدوات التقييد الزمني لها، فإبطاء الوصول إليها يساعد في كبح الاستهلاك التلقائي.
غالبًا ما تكون الاشتراكات التلقائية والخدمات غير المستخدمة، هي السبب الخفي لنفاد السيولة، لذلك خصّص وقتًا لمراجعة الاشتراكات التي تتجدد تلقائيًا، فهذا التمرين البسيط يفضح المصاريف الصامتة ويمنحك فرص تصحيح فورية.
كلما أردت شراء شيء غير ضروري، اسأل نفسك: هل فعلا أحتاج تلك الكمية كلها؟، فمثلًا وبدلًا من شراء 10 زجاجات مياه، اشتر 5 فقط، وبدلًا من شراء كوبين قهوة في اليوم، خذ كوبًا واحدًا، هذا الأسلوب البسيط لا يحرمك مما تحب، لكنه يساعدك على التوفير والتفكير أكثر قبل تكرار الشراء، ما يجعلك تشتري ببطء أكبر.
وخلصت الدراسة إلى أنه يجب تغيير علاقتنا مع المال، فبدلًا من التعامل مع الراتب كحدث شهري مؤقت، يمكن النظر إليه كأداة مستمرة لبناء نمط حياة أكثر وعيًا واستقرارًا، ففي عصر الاستهلاك السريع من يدير نفقاته وكأن كل دولار له وزن ومعنى، يصنع لنفسه أمانًا ماليًا مستدامًا.