الاستثمارات في سوريا بين الفوضى الأمنية وغياب الأطر التشريعية

سبوتنيك عربي

الاستثمارات في سوريا بين الفوضى الأمنية وغياب الأطر التشريعية

  • منذ 1 أسبوع
  • العراق في العالم
حجم الخط:
هذا الواقع يجعل من إعادة بناء البنى التحتية تحديا مركزيا لا يمكن تجاوزه إلا عبر استثمارات ضخمة وجهود حقيقية من قبل المستثمرين المحليين والدوليين.
البيئة الاستثمارية في سوريا لا تزال بعيدة عن الجاهزية لاستقطاب مثل هذه الاستثمارات الكبرى، هكذا يوصّف الخبير الاقتصادي أيهم إبراهيم، واقع الحال، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، عازيًا السبب وراء ذلك إلى الوضع الأمني والتشريعي والاقتصادي.
الاستعدادات والتحضيرات لانطلاق المنتدى الاستثماري السوري السعودي في قصر الشعب بدمشق. - سبوتنيك عربي, 1920, 24.07.2025
السعودية تعلن عن استثمارات ضخمة في سوريا
وقال إبراهيم: "رغم الحاجة الملحّة لإعادة تأهيل القطاعات الحيوية كالصناعة، الزراعة، الطاقة، وقطاع إعادة الإعمار، فإن أغلبية الاستثمارات والمشاريع التي تم الإعلان عنها أو التي دخلت حيز التنفيذ في ظل الحكومة الانتقالية الحالية، تركز حصرا على القطاع السياحي".
وبيّن أن السبب وراء ذلك هو "سهولة وسرعة تحقيق العائدات المالية في القطاع السياحي مقارنة بالقطاعات الإنتاجية، بالإضافة إلى تردد المستثمرين في الدخول بقطاعات تحتاج إلى استقرار طويل الأمد كالصناعة والزراعة، نظرا للوضع الأمني والسياسي غير المستقر، وغياب رؤية حكومية واضحة حول أولويات إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية".
وبحسب إبراهيم، هذا التوجه "يحمل مخاطر كبيرة، إذ أن إعادة بناء الاقتصاد الوطني تتطلب إعادة الحياة للقطاعات الإنتاجية الأساسية، التي تعتبر المحرك الحقيقي لأي نهضة اقتصادية".
حظر الانترنت في جزيرة بالي - سبوتنيك عربي, 1920, 28.05.2025
شركة اتصالات عالمية تبحث عن فرصة استثمارية في سوريا والعراق

الواقع الأمني عامل أساسي في إعادة دوران الاقتصاد

وقال الخبير الاقتصادي أيهم إبراهيم: "الوضع الأمني المضطرب في سوريا، يبقى العائق الأبرز أمام جذب الاستثمارات، خاصة من قبل السوريين في الخارج، الذين كانوا يطمحون للعودة وضخ أموالهم في مشاريع إنتاجية وتنموية".
وأضاف: "رغم بعض التحسن النسبي في بعض المناطق، إلا أن استمرار الفوضى الأمنية وانتشار السلاح وعدم وجود جهة واحدة قادرة على فرض الاستقرار الشامل، يجعل مناخ الاستثمار محفوفًا بالمخاطر، ويؤدي إلى تردد المستثمرين في اتخاذ قرارات ضخ أموالهم داخل البلاد".
وأكد إبراهيم أن "المستثمرين، بطبيعتهم، يحتاجون إلى بيئة آمنة ومستقرة تضمن لهم حماية أموالهم ومشاريعهم، وهو ما لا توفره سوريا حاليًا، مما يعزز حالة الانتظار والترقب من قبل رؤوس الأموال".
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض - سبوتنيك عربي, 1920, 17.04.2025
استثمار سيادي ونفوذ اقتصادي... أهداف تحققها السعودية بسدادها ديون سوريا للبنك الدولي

غياب التشريعات القانونية عن قطاع الاستثمار

وأكد إبراهيم أن "من بين أبرز التحديات التي تعوق تدفق الاستثمارات إلى سوريا هو غياب الأطر التشريعية الواضحة، وعلى رأسها عدم صدور قانون الاستثمار الجديد حتى هذه اللحظة"، مضيفًا: "رغم الحديث المتكرر عن نية الحكومة الانتقالية طرح قانون استثمار عصري يشكل بيئة جاذبة، إلا أن بنود القانون لم تُناقش رسميا ولم تعرض على الرأي العام أو المستثمرين، ما يتسبب بحالة من الغموض القانوني الذي يسيطر على واقع الاستثمارات في البلاد".
وتابع: "هذا الغموض يجعل من الصعب على المستثمرين تقييم جدوى مشاريعهم أو معرفة الضمانات والحوافز التي يمكن أن يحصلوا عليها، فضلا عن المخاوف من القرارات الارتجالية أو التعديلات غير المدروسة في البيئة القانونية".
وأشار إبراهيم إلى أن "الاقتصاد السوري لن يتعافى أو تعود عجلة الإنتاج للدوران ما لم يتم تأهيل القطاعات الأساسية والبنى التحتية عبر استثمارات جادة وكبيرة"، مستدركًا: "غير أن هذا المسار يتطلب من الحكومة الانتقالية اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحسين البيئة التشريعية والأمنية، وإرسال إشارات واضحة للمستثمرين حول جدية الإصلاحات الاقتصادية".


عرض مصدر الخبر



تطبيق موسوعة الرافدين




>