وكالة "
سبوتنيك" التقت بمدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، المهندس عبد الرحيم سليمان، للحديث عن أهمية المهرجان وتاريخه، وأبرز ما يميز دورته الحالية، وفيما يلي نص الحوار:
في البداية لو تحدثنا عن تاريخ هذا المهرجان ومتى أقيم لأول مرة؟
أول دورة من المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون انطلقت في عام 1981، وكانت تهدف منذ بداياتها إلى تعزيز التعاون بين الهيئات الإعلامية في الدول العربية، وتوفير منصة لعرض وتبادل الإنتاجات الإذاعية والتلفزيونية، ومنذ ذلك الحين، تطور المهرجان ليصبح أحد أبرز الأحداث الإعلامية في العالم العربي.
ويعتبر المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التظاهرة الإعلامية والفنية والتكنولوجية الأعرق والأبرز في الوطن العربي إذ بلغ بحلول عام 2025 سنتهُ الخامسة والأربعين. وهو يعد إحدى أهمّ الفعاليات التي دأب اتحاد إذاعات الدول العربية على تنظيمها منذ تأسيسه بقرار من جامعة الدول العربية بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 1955، في الخرطوم، بالسودان ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الإذاعات والتلفزيونات العربية.
نحن نحرص سنويا على تطوير هذا المهرجان من سنة إلى أخرى بما يجعله علامة مضيئة تميّز أنشطته السنوية المتعدّدة والمتنوّعة، وحدثًا مهما يحظى بإشعاع ليس فقط في المنطقة العربية، بل وأيضا خارجها.
ما الذي يميز الدورة الـ25 من المهرجان هذا العام عن الدورات السابقة؟
الدورة الحالية مميزة من عدة نواحٍ، أولاً، هناك مشاركة قياسية من الدول والهيئات الإعلامية، وثانياً ركزنا هذا العام على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الإعلام، من خلال ندوات وورشات عمل متخصصة.
وقد حرصنا خلال هذه الدورة على برمجة فعاليات تعنى بالقضية الفلسطينية، التي دوما ما تكون حاضرة في جميع أنشطتنا، لذلك تم تخصيص محاضرة بعنوان "الإعلام الفلسطيني على خط النار" يقدّمها الدكتور أحمد عساف المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني.
كما تتضمن هذه الدورة تنظيم ثلاث ندوات، تعقد الأولى يوم الثلاثاء 24 يونيو/حزيران، تحت عنوان "صناعة المحتوى الدرامي العربي من النص إلى المنصة"، وتعقد يوم الأربعاء 25 يونيو/حزيران، ندوتان حول "مستقبل الإعلام بين الابتكار والتطوير الإعلام المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي" و"الإعلام الموجه إلى الطفل: أزمة إنتاج أم غياب الاستراتيجيات".
هناك أيضا المعرض التكنولوجي الذي ينتظم على هامش المهرجان، وتشارك فيه هيئات إذاعية وتلفزيونية عربية وشركات إنتاج دولية والشركات المنتجة للبرامج والأفلام والقنوات الفضائية العربية والدولية. ويشارك في المعرض 80 عارضا يتوزعون على 100 جناح، أما سوق البرامج الإذاعية والتلفزيونية فسيكون فضاء لعرض إنتاجات الهيئات وشركات الانتاج مختلف المجالات الإعلامية والثقافية والفنية.
وسيمكّن المعرض ضيوف المهرجان وروّاده من الاطلاع على أحدث الابتكارات التقنية والتكنولوجية في مجال الإعلام.
وسيسدل الستار على هذه الدورة يوم الخميس، 26 يونيو/حزيران، بمسرح الأوبرا في مدينة الثقافة بالعاصمة تونس، بعرض فني فرجوي يحمل عنوان "الخيل والليل" بإمضاء الفنان الموسيقي كريم ثليبي وثلة من النجوم العرب وقيادة الأوركسترا السنفوني للأستاذ راسم دمق.
ماذا عن المسابقات التي تقام ضمن فعاليات هذا المهرجان؟
المسابقات الإذاعية والتلفزيونية التي تقام ضمن فعاليات المهرجان، تشهد هذا العام منافسة كبيرة بين 145 عملا إذاعيا منها 109 أعمال في المسابقة الرئيسية و36 عملا في المسابقة الموازية.
أما المسابقات التلفزيونية، فقد سجلت مشاركة 154 عملا منها 107 أعمال في المسابقة الرئيسية و47 عملا في المسابقة الموازية.
وفيما يتعلق بعملية التحكيم الخاصة بالمسابقات فإنها تدار وفق معايير مهنية دقيقة، بإشراف لجان مستقلة تضم خبراء في المجال، ونحن لا يمكن أن نجامل أي كان ولا يمكن أي طرف أي يتحصل على جائزة وهو لا يستحقها.
ما هي المقاييس التي يتم اعتمادها لاختيار الشخصيات والوجوه الإعلامية والفنية التي يتم تكريمها ضمن فعاليات المهرجان؟
خلال هذه الدورة قمنا بتكريم مجموعة من الفنانين والمبدعين العرب من 9 دول عربية وهم الممثلة المصرية مي عمر، والفنان المصري حمادة هلال، والممثلة السورية جيانا عيد، والممثلة اللبنانية جوليا قصار، والممثل العراقي سامي قفطان، والممثلة الأردنية رانيا إسماعيل.
وفي الحقيقة نحن كل سنة نحرص على انتقاء الشخصيات التي سيتم تكريمها ضمن فعاليات المهرجان، والعالم العربي عموما يعج بالفنانين والمبدعين كل في اختصاصه، واختيار الوجوه الإعلامية أو الفنية التي سيقع تكريمها ليس سهلا ويخضع لقواعد ومقاييس مضبوطة وموضوعية، ونحن دوما نسعى لنكون منصفين لكل الدول العربية ولكل المبدعين في هذه الدول.
هل هناك تعاون دولي أو شراكات جديدة تم توقيعها على هامش المهرجان؟
بالتأكيد، هناك العديد من الاتفاقيات التي يتم إمضاؤها كل سنة على هامش المهرجان، بعضها يكون معلنا والبعض الآخر غير معلن وبالتالي فالمهرجان أصبح منصة لتوقيع مذكرات تفاهم وتعاون بين المؤسسات.
والعام الماضي، أبرمنا عدة اتفاقيات مع هيئات إعلامية دولية لتبادل البرامج والتدريب، بالإضافة إلى دعم المحتوى العربي المشترك الذي يعكس التنوع الثقافي واللغوي في منطقتنا.
وهذا العام أيضا، الأكيد بأنه سيتم العديد من الاتفاقيات الجديدة لا سيما وأن المهرجان هذه السنة يشهد مشاركة من دول من خارج العالم العربي على غرار آسيا، إفريقيا، وأوروبا، وروسيا وهو ما يعكس نية الاتحاد في أن يتحول الحدث تدريجيًا من طابع عربي صرف إلى مهرجان عربي-دولي.